خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Dohaup_682918431

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Dohaup_682918431

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


TvQuran

2 مشترك

    خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ

    لو ماني قمر مالفت النظر
    لو ماني قمر مالفت النظر
     ملكـه المدينة


    عدد المشاركات : 5555

    السمعه : 7
    الجنس : انثى
    البلد : السعوديه
    الإقامه : في أرض الله الواسعه
    المزاج : مزاجي
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008

    خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Empty خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ

    مُساهمة من طرف لو ماني قمر مالفت النظر الإثنين يوليو 27, 2009 9:06 pm

    خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Bsm
    خطبه الجمعه من المسجد الحرام
    2-8-1430 هـ
    القاهافضيله الشيخ د صالح بن حميد
    عنوانهاالنكاح ومخالفات الأعراس
    الخطبة الأولى :
    الحمد لله .. الحمد لله هو الغني وعباده الفقراء ، وهو القوي وخلقه هم الضعفاء .. أحمده - سبحانه - يقبل التوبة عن عباده ويعفو عمن أساء ، وأشكره .. بسط الرزق وأجزل النعماء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الأسماء الحسنى ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله .. هو الأخشى لربه والأتقى .. أكثر العباد ذكرا وأصدقهم شكرا ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .. صدقوا ما عاهدوا الله عليه في السراء والضراء ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وسلِّم تسليماً كثيراً .

    أما بعد .. فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله - عز وجل - فاتقوا الله - رحمكم الله - فأكرم الناس عند الله أتقاهم ، ومن غني قلبه غنيت يداه .. ومن افتقر قلبه لم ينفعهم غناه ، وغبطة العبد في ذكره لربه وشكره وحسن عبادته .. طوبى لمن تواضع في غير مذلةٍ وتصدق في غير معصيةٍ واقتدى بأهل العلم والخشية ووسعته السنة ولم تستحوذ عليه البدعة : أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(22سورة الملك) .
    أيها المسلمون .. كلمةٌ في دين الله تامةٌ ووصيةٌ من وصايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جامعةٌ آخذةٌ بمجامع الدين حاكمةٌ لدروب السالكين .. يقوم فيها المسلم بين يدي ربه على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد .. كلمةٌ عظيمةٌ تنتظم الأقوال والأفعال والنيات والأحوال ؛ فهي لله وبالله وعلى أمر الله .. بها كمال الأمر وتمامه وحصول الخير ونظامه ، من لم يلتزمها ضل سعيه وخاب جهده وانحرف مسلكه .. ومن أخذ بها وقام عليها كملت محاسنه واستوت طريقته .
    تأملوا - رحمكم الله - هذا السؤال الدقيق والرغبة العظيمة والهمة العالية من هذا الصحابي الجليل سفيان بن عبد الله الثقفي حين توجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلا : " يارسول الله .. قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك " أو قال : " لا أسأل عنه أحدًا بعدك " ، فأجابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الجواب الجامع المانع : " قل :
    آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم ، وعند الترمذي : " قلت : يارسول الله .. ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا " ، قال الترمذي : حديثٌ حسنٌ صحيح .
    عباد الله : لقد أولى أهل العلم هذا التوجيه النبوي عنايتهم وبسطوا القول فيه لعظمه وأهميته لأنه الجامع لأمر الدين كله .. قال أهل العلم : " وهذا منتزعٌ من قول الله - عز وجل - : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ(30-32 سورة فصلت) .. واجتمع على تفسير ذلك وبيانه الخلفاء الراشدون الأربعة ؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : " ثم استقاموا أي : لم يشركوا بالله شيئًا ولم يلتفتوا إلى غيره " .. وقال عمر - رضي الله عنه - : " استقاموا على طريق الطاعة ولم يروغوا روغان الثعالب " .. وعن عثمان - رضي الله عنه – : " أخلصوا العمل لله " .. وعن علي - رضي الله عنه - : " أدوا الفرائض " ، ومثله عن ابن عباس - رضي الله عنهما - .

    معاشر الأحبة : الاستقامة سلوك صراط الله المستقيم المدلول عليه بقوله - سبحانه - : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ...(30 سورة الروم) " دينٌ قيمٌ من غير عوجٍ ولا ميل" .

    يقول الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " الاستقامة التامة هي الاستقامة على التوحيد في تحقيق معنى (لا إله إلا الله) ؛ فيطيع الله - سبحانه - لا يعصه ، ويشكر ولا يكفر ، والمعاصي كلها قادحة في التوحيد لأنها إجابةٌ لداعي الشيطان " .. وقد قال الحسن وغيره في قول الله - تعالى - : أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ... (23 سورة الجاثية) قال : " هو الذي لا يهوى شيئًا إلا ركبه " .. قال ابن رجب : " وهذا ينافي الاستقامة على التوحيد ، ومن استقام له توحيده استقام له كل عمل واستقام له كل حال .. استقام في أقواله وأفعاله واستقام في سره وجهره .. استقام إسرارًا كما استقام إقرارا " .
    الاستقامة - رحمكم الله - تجمع حسن العمل والسير على نهج الحق والصدق ، وأولى ما يتعاهد في الاستقامة : استقامة القلب على التوحيد ومعرفة الله وخشيته وإجلاله ومحبته وهيبته ورجاؤه ودعاؤه والتوكل عليه والإعراض عما سواه .. فإذا ما استقام القلب استقامت الجوارح كلها على طاعة الله ، وفي الحديث الصحيح : " ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب " .
    وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح (اللسان) ، وفي الحديث عن أحمد وغيره من حديث أنس - رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ، ولن يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".. وجاء في الحديث مرفوعًا وموقوفًا : " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان (أي تخضع له وتستسلم) ، فتقول : اتق الله فإنما نحن بك .. فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا " أخرجه الترمذي وغيره .
    أيها المسلمون : المطلوب من العبد الاستقامة .. وهي السداد ، فإن لم يقدر فالمقاربة ، فإن لم يستطع المقاربة فيُخشى عليه أن ينزل إلى التفريط والإضاعة ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : " سددوا وقاربوا ، واعلموا أنه لن ينجو أحد بعمله، قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا .. إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .. قال أهل العلم : جمع هذا الحديث مقامات الدين كلها ؛ وهي الاستقامة والسداد والإصابة في النيات والأقوال والأعمال ، بل أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإتيان بالاستقامة على وجهه حق الاستقامة أمرٌ لا يطيقه الناس، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : " استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلا مسلم " حديثٌ صحيح ، وفي رواية الإمام أحمد : " سددوا وقاربوا " .. فالسداد هو حقيقة الاستقامة .. وهو الإصابة في الأقوال والأعمال والمقاصد ، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا - رضي الله عنه - أن يسأل ربه - عز وجل - السداد والهدى ، واذكر بالسداد تسديد الرمي وبالهدي هداية الطريق" رواه مسلم وغيره .. والمقاربة : أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يتمكن من إصابة الغرض نفسه ، وجاء في حديث الحكم بن حزن الكلبي : " أيها الناس .. إنكم لن تعملوا ولن تطلبوا كل ما أمرتكم به ، ولكن سددوا وأبشروا " ؛ أي اقصدوا إلى التسديد والإصابة والاستقامة .. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن المسلم المسدد (أي المستقيم المقتصد في الأمور) ليدرك درجة الصَّوَّام القوَّام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته (أي طبيعة وسجيته) " حديثً صحيح أخرجه أحمد وغيره .
    نعم ياعباد الله .. يجمع الاستقامة الاقتصاد في الأعمال ولزوم السنة وسلوك طريق القصد والوسط بين طرفي الإفراط والتفريط واجتناب منهج الجور والإضاعة .. وتأملوا رحمكم الله هذه الآيات البينات من كتاب الله في رسم حدود الاستقامة .. يقول - عز شأنه - مخاطبا نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - : فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ... (112 سورة هود ) .. فالاستقامة مقابلها الطغيان ومجاوزة الحد في كل أمر خروجًا عن الاستقامة فيه ، والطغيان ينتظم أصول المفاسد .. فكانت الآية جامعة لإقامة المصالح ودرء المفاسد .. وعن الحسن البصري - رحمه الله – " جعل الله الدين بين لائين: " ولا تطغوا ولا تركنوا " ، أما الآية الأخرى فقال - سبحانه - : فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ...(15 سورة الشورى) ؛ فجعل اتباع الهوى مقابل الاستقامة .. وفي الآية الأخرى : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ...) 6 سورة فصلت)، فقرن الاستقامة بالاستغفار تنبيهًا إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامة .. ولقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله - تعالى - : فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ...: " ما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع القرآن كانت أشد ولا أشق عليه من هذه الآية" ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين قالوا : قد أسرع إليك الشيب يارسول الله ، فقال : " شيبتني هودٌ وأخواتها " .
    وبعد عباد الله ؛ فأعظَمْ الكرامة لزوم الاستقامة ، والاستقامة دليل اليقين وطريق المخلصين وحسن الظن برب العالمين .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(13-14 سورة الأحقاف) .
    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
    الخطبة الثانية :
    الحمد لله . الحمد لله يجزي المتصدقين ويخلف على المتقين ويحب المحسنين ولا يضيع أجر المؤمنين ، أحمده - سبحانه - على فضله العظيم وإنعامه المستديم .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الجواد الكريم رب العرش العظيم ، وأشهد أن
    سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله خاتم النبيين وسيد المرسلين ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرا .
    أما بعد .. فالاستقامة - رعاكم الله - الوفاء بالعهود ومفارقة المعهود والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق وملازمة حد التوسط في كل أمور الدين والدنيا ، ولقد قال الله - عز وجل - مخاطبًا بني إسرائيل : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى* كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى(80-81 سورة طه) .. وقال حذيفة - رضي الله عنه - : " يامعشر القراء .. استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدا ، فإن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " .. ويوضح الإمام ابن القيم - رحمه الله - الارتباط الوثيق بين الاستقامة ولزوم السنة والاعتصام بالهدى .. فيقول - رحمه الله - : " إن الشيطان يختبر قلب العبد .. فإن رأى فيه داعيةً للبدعة وإعراضًا عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها ، وإن رأى فيه حرصًا على السنة وشدة طلب لها أمره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد " ، قال رحمه الله : " وهذه حال الخوارج الذين يحقر أهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم ، وكلا الأمرين خروج عن السنة .. فالأولى خروج إلى البدعة والتفريط والإضاعة والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف ؛ ولهذا قال بعض المحققين : ما أمر الله بأمرٍ إلا وللشيطان منه نزغتان : إما إلى تفريط وإما إلى مجاوزة .. وهي الإفراط ، ولا يبالي بأيهما ظفر .. زيادة أو نقصان".
    ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - فكل الخير والحق والعدل والرحمة بلزوم أهل الاستقامة اجتهاد في اقتصاد وإخلاص مقرون بالاتباع، وقد قال بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - : اقتصادٌ في سبيلٍ وسنة خيرٌ من اجتهادٍ في خلاف سبيل وسنة، ومن دعاء الحسن - رحمه الله - : " اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة " .
    هذا ، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد المصطفى ورسولكم الخليل المجتبى .. فقد أمركم بذلك ربكم - جل وعلا - فقال - عز قائلًا عليما - : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56 سورة الأحزاب) ؛ اللهم صلّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي وعلى آله الطبيبين الطاهرين وأزواجه أمهات
    [b]المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك ياأكرم الأكرمين .

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين ، وانصر عبادك المؤمنين .
    اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، وأيد بالحق والتوفيق والتأييد والتسديد إمامنا وولي أمرنا ، اللهم أعز به دينك وأعل به كلمتك ، وارزقه البطانة الصالحة ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين ، ووحد به كلمتهم ، واجمع به صفوفهم على الحق والهدى يارب العالمين ، اللهم وفقه ونائبيه لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى .
    اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين ، اللهم واجمع كلمتهم على الحق والهدى يارب العالمين .. اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشدٍ يُعَز فيه أهل الطاعة ويُهدَى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنك على كل شيء قدير .
    اللهم انصر المجاهدين ، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك ، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان يارب العالمين .. اللهم إن اليهود الصهاينة المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا ودمروا وقتلوا وشردوا ؛ اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين .. اللهم من أرادنا وأراد ديارنا وأمننا وأمتنا بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعله تدبيره تدميرا عليه يارب العالمين ، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا ونور قلوبنا واختم بالصالحات أعمالنا وأصلح لنا شأننا كله يارب العالمين .

    ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار .

    عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلك تذكرون ؛ فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
    للاستماع

    http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=...audfiletype=rm


    عدل سابقا من قبل لو ماني قمر مالفت النظر في الإثنين يوليو 27, 2009 9:17 pm عدل 1 مرات
    لو ماني قمر مالفت النظر
    لو ماني قمر مالفت النظر
     ملكـه المدينة


    عدد المشاركات : 5555

    السمعه : 7
    الجنس : انثى
    البلد : السعوديه
    الإقامه : في أرض الله الواسعه
    المزاج : مزاجي
    تاريخ التسجيل : 04/09/2008

    خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Empty رد: خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ

    مُساهمة من طرف لو ماني قمر مالفت النظر الإثنين يوليو 27, 2009 9:08 pm

    خطبة الجمعة من المسجد النبوي
    2-8-1430 هـ
    القاها فضيله الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
    عنوانها بر الوالدين
    الخطبة الأولى :

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أما بعد ، فأوصيكم معشر المسلمين ونفسي بتقوى الله سراً وعلانية ؛ فهي وصية الله لعباده ..قال الله - تعالى - :وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَالنساء 131 ، فمن تمسك بعروتها تولاه الله ورعاه وبلغه رضاه ، وأصلح له دنياه وأخراه .

    عباد الله .. اذكروا نعم الله عليكم التي لا يحيط بها إلا المنعم الكريم - عز وجل - واشكروه عليها بدوام الطاعات وهجر المحرمات ، فقد بيَّن الله لكمُ الحقوقَ التي أوجبها عليكم لتفوزوا بثوابها ، ولتنجوا من عقابها .. ومن أعظم الحقوق حق الرب - سبحانه وتعالى - بالعمل بتوحيده ، وهجر الشرك به وبغضه والبراءة من أنواع هذا الشرك وأهله ، ثم بيان حق رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بمحبته وطاعة أمره وترك ما نهى عنه ، وعبادة الله لشرعه مع الإخلاص والصدق واليقين فذلك هو الفوز المبين ، وجعله قدوة لك أيها المسلم في كل شيء ..قال - تعالى - :النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ .. الأحزاب 6 ، وقال - تعالى - :لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً الأحزاب 21 ، ثم بيان حقوق الوالدين الذين جعلهما الله - سبحانه - سبباً لوجودك ، وحنوَا عليك ورحماك من الطفولة إلى أن فارقتهما أو فارقاك .. تعبا لترتاح وجهِدا لتسعد ، وسهِرا لتنام وآثراك لتهنأ بالمعيشة ، ورعياك حال الضعف لتكمل ، وسرَّيا عنك الهموم والأحزان لتفرح ، وأعطياك المال لتغتني ، ودفعاك للتعليم لترتقي درجات الخلق والدين ، وهيئا لك الظروف والأجواء المناسبة بتوفيق الله - تعالى - ومعونته لتشق طريقك في الحياة ناجحاً مُجِدَّاً مُوَفقا ، فما من خير يتمناه المرء لنفسه إلا والوالدان يتمنيان خيراً منه للولد ، وما من شر يخافه الإنسان ويحذره على نفسه إلا سأل الله الوالدان أن يحفظَ الولد منه .

    لهما الفضل بعد الله على الولد في كل شيء ، ولا يقدر الولد أن يقوم بحق الوالدين على صفة الكمال مهما بذل من البر والإحسان في سبيل والديه ، ولعِظم حقِّ الوالدين على الولد قَرن الربُّ حقه على الإنسان بحق الوالدين .. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراًالإسراء 23 – 24 ، وقال - تعالى - :

    وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُلقمان 14 ، وقال - تعالى - :وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً.. الأحقاف 15 .

    ولعظم حقوق الوالدين على الولد فمهما قام به الولد من البر فلن يوفي الوالدين حقوقهما الواجبة عليه ؛ لما لهما من الفضل عليه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه " رواه مسلم ، ومعنى :" لا يجزي ولد والداً – أي لا يقدر الولد على مكافأة الوالد إلا في حالة واحدة .. أن يجده مملوكاً فيعتقه من الرق .

    وكما قرن الله - تعالى - بين حقه وحق الوالدين في كتابه ، بيَّن ذلك رسولُه - صلى الله عليه وسلم - في سنته ، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم – : أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله - تعالى - ؟ قال : " الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي ؟ قال : برُّ الوالدين ، قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " رواه البخاري ومسلم ، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا رسولَ اللهِ من أحقُّ الناس بحسن صَحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم مَن ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك " رواه البخاري وسلم .

    والوالدان سبب من أسباب دخول الجنة ببرهما ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "رَغِم أنفٌ ثم رغم أنف ثم رغم أنف مَن أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة " رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه " رواه الترمذي ، وقال : حديث حسنٌ صحيح .. يعني ضيِّعه أو بالعقوق ، أو احفظه بالبر ..
    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد" رواه الترمذي ..
    وعن عبد الله بن عمرو - أيضاً - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد ، فقال : " أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد " رواه البخاري وسلم ؛ أي قم بخدمتهما وطاعتهما ورعايتهما بدل الجهاد ..
    وعن ابن عمرَ - رضي الله عنهما - قال : " قال رجل : يارسول الله : إني أصبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة ؟ فقال : هل لك من أمٍّ ؟ قال : لا ، قال : هل لك من خالة ؟ قال :نعم ، قال : فبرها " رواه الترمذي ؛ لأن الخالة بمنزلة الأم .

    والآيات والأحاديث في الأمر ببر الوالدين ، وما أعد الله - تعالى - لصاحب البر في الجنة وما له في الدنيا من الثواب العاجل كثيرة جداً .

    والبر هو طاعة الوالدين في الواجبات والمستحبات ، واجتناب المحرمات والمكروهات ، وإكرامهما وتكريمهما وإرضاؤهما دائماً ، وإيثارهما وتقديمهما على النفس والأهل والولد ، وإيناس وحشتهما وإدخال السرور عليهما دائماً ، والإنفاق عليهما إذا كانا فقيرين ، وإن كانا غنيين فببذل المال الذي يرضيهما ، والهدية التي تتحفهما ؛ لأن حق الوالدين في مال الولد أقله السدس ، فليبذل لهما في غناهما من هذا السدس أو أكثر .

    ومن أعظم البر بالوالدين سماع نصائحهما وإرشادهما لطاعة الله - تعالى - والابتعاد عما يكرهان ويحذران منه ، فاستقامة الولد على الدين أعظم البر ، ومن البر بهما كثرةُ الدعاء لهما والصدقة عنهما ، والحج والعمرة بعد الموت ، وصلة أصدقائهما بعد موتهما .. عن أبي أسيد الساعِديِّ أن رجلاً قال : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيءٌ أبرهما به بعد موتهما ؟ قال : نعم .. الصلاة عليهما ؛ أي الدعاء لهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما " رواه أبو داود ، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمارٌ يتروَّح عليه إذا مل ركوب الراحلة ، وعمامةٌ يشد بها رأسه ، فبينما هو يوماً على ذلك الحمار إذ مرَّ به أعرابي ، فقال : ألست فلان ابن فلان ؟ قال : بلى فأعطاه الحمار ، فقال : اركب هذا ، والعمامة ؟ قال : اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه : غفر الله لك .. أعطيت هذا الأعرابي حماراً كنت تروح عليه ، وعمامة كنت تشد بها رأسك ، والأعراب يكفيهم اليسير ، فقال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن من أبر البر صلةَ الرجل أهلَ ود أبيه بعد أن تولى ، وإن أباه كان وداً لعمر " رواه مسلم .

    ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولو كان والداً أو غيره ، والبر بركة ونماء ، وزكاة وخير ، وحسن عاقبة وسعادة وفلاح ، وبر الوالدين يسري في الذرية والأجيال المتعاقبة ، وصاحب البر قد شرح الله صدره ويسر أموره ، ولطف به وفتح له أبواب الخيرات ، وحفظه من المكروهات .

    وضدُّ البر العقوقُ وهو معصية الوالدين ، وكما قرن الله حقه بحق الوالدين ، كذلك قرن الشرك بالله - وهو أعظم معصية لله - قرنه بعقوق الوالدين ، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ؛ أي اليمين الكاذبة " رواه البخاري ، وفي حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال :الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت " رواه البخاري ومسلم .

    فانظر كيف قرن أعظم معصية لله بعقوق الوالدين لعظم جُرم العقوق ، والعقوق معناه : هو معصية الوالدين وعدم طاعتهما ، والاستخفاف بحقهما وترك رعايتهما ، وعمل ما يغضبهما والاعتداء عليهما وظلمهما ، والسطو على مالهما بغير رضاً منهما ، وقطيعتهما وقلة الإحسان إليهما ، وقطيعة أقاربهما وأصدقائهما ، وعدم الدعاء لهما في الحياة أو بعد الممات ، وعدم العمل بنصائحهما ونسيان فضلهما .

    وأعظم العقوق الإعراض عن إرشادهما للولد إلى الصلاة وإلى الاستقامة ، وإرشادهما الولد أن يبتعد عن ارتكاب ما نهيا عنه من المحرمات وجلساء السوء وفعل المنكر ؛ فإن الوالدين يأمران بالخير وينهيان عن الشر - إذا كانا مسلمين - والعقوق شؤم وشر، وهلكة ومحق بركة ، وتعسر في الأمور وعقوبات مؤلمة ، وقد تسري إلى الذرية فيصيبهم شقاء ، وقد يختم لصاحبه بسوء خاتمة .. رُويَ عن عبد الله بن أبي عوف - رضي الله عنه - قال : " كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه آتٍ ، فقال : شاب يجود بنفسه ، فقيل له : قل لا إله إلا الله ، فلم يستطع ، فقال : كان يصلي ، فقال نعم ، فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونهضنا معه ودخل على الشاب ، فقال له : قل لا إله إلا الله ، فقال : لا أستطيع ، قال : كان يعق والدته ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أحيَّةٌ والدته ؟ قال : ادعوها فدعوها فجاءت ، فقال : هذا ابنك فقالت : نعم ، فقال : أرأيت لو أُجِّجت نارٌ عظيمة ثم قذف فيها أكنتِ تشفعين له ؟ قالت : نعم ، فقال : أشهدي الله وأشهدينا أنك راضية عنه ، فقالت : أشهد الله وأشهد رسوله أني راضية عن ابني ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا غلام قل لا إله إلا الله ، فقال لا إله إلا الله وانطلق بها لسانه " رواه الطبراني .

    فياعباد الله .. اتقوا الله - تعالى - .. يقول - تبارك وتعالى - :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الحشر 18 – 19 ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

    الخطبة الثانية :

    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله .. الصادق الوعد الأمين ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
    أما بعد .. فاتقوا الله أيها المسلمون وربوا في نفوس أبنائكم وبناتكم حب الله - تعالى - وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وطاعة الوالدين والتحذير من عقوق الوالدين ؛ فإن عقوق الوالدين شرٌّ كبيرٌ للبنين والبنات ..
    وإن من الكبائر ومن العقوق ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - وقاله : أن يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ، وأن يلعن أباه فيلعن أباه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يسب أحدكم والديه ولا يلعن أحدكم والديه ، قالوا : يارسول الله .. كيف يسب الرجل والديه ؟ قال يسب الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب أمه ، ويلعن أباه فيلعن أباه ويلعن أمه فيلعن أمه ؛ فلا يكن سبب في ذلك " .

    وإن من العقوق ياعباد الله : ترك برهما وعدم الاعتراف بفضلهما ومجازاتهما أن يتركهما الولد للجمعيات الخيرية أو دور العجزة ولا يسأل عنهما ..
    وإن وجود الوالدين في البيت وإن برهما في البيت وإن مجيء الأولاد وإقبالهما على الوالدين في البيت ذلك بركةٌ وخير ، وإن هذا الرجل أو البنت العاقة للوالدين إذا أخرجا الوالدين أو أحدهما من البيت ونسياه وتركاه ولم يعطفا عليه ولم يرحما ضعفه فإن الله - تبارك وتعالى - يعاقبهما بنقيض قصدهما ، فما من سبب أخرج الوالدين من البيت وأدخلاه إلى بيوت العجزة أو تركاه للجمعيات الخيرية أو للمحسنين فإن الله - تبارك وتعالى - يعاقب الولد بنقيض قصده في كل سببٍ فعله بوالديه ..
    فليتقِ الله في نفسه وليعملْ لآخرته وليحسنْ على نفسه ..

    وإن هذه عادة لم تكن في المسلمين ، وإن المجتمع الإسلامي يجعل للكبير وللعاجز منزلةً عظيمةً ويجعل المجتمع يعطف عليه ، ويزيد تقديرهما ويزيد محبة الوالدين كلما كبرا في السن وطال عمرهما .. فإن ذلك خيرٌ للبيت وخيرٌ للولد وخيرٌ للبنت ؛ فاتقوا الله - أيها المسلمون - وأحسنوا إلى الضعفاء وأحسنوا إلى المساكين وأحسنوا إلى الوالدين .

    عباد الله .. أمركم الله بأمرٍ فقال - عز من قائل تبارك وتعالى - : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب – 56 ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " من صلى علي صلاةً واحدةً صلى الله بها عليه عشرا " ..
    فصلّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين ، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد ، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد وسلِّم تسليماً كثيرا .

    اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن خلفاء رسولك - صلى الله عليه وسلم - أجمعين ، اللهم وارض عن خلفائه الراشدين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن العشرة المبشرين بالجنة ، وعن سائر الصحابة وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وذريته إلى يوم الدين .
    اللهم آمنا في أوطاننا ، اللهم أصلح لنا أمورنا يارب العالمين ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا .. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ..

    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، وأعذنا من شر كل ذي شرٍّ يارب العالمين ..
    اللهم أعذنا وذريتنا من إبليس وذريته وشياطينه يا رب العالمين ، اللهم أعذ المسلمين من إبليس وذريته وشياطينه .
    اللهم استعملنا في طاعاتك وجنبنا معاصيك ..
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .

    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ياذا الجلال والإكرام ، ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث .. أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
    اللهم فقهنا والمسلمين في الدين ، اللهم ثبتنا والمسلمين على دينك ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا يارب العالمين ..
    اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا.

    اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى ، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك ، وأعنه على الإصلاح يارب العالمين ، وأعنه على أمور الدنيا والدين فيما يرضيك ياأرحم الراحمين ، اللهم أعنه على ما فيه الخير للإسلام والمسلمين يارب العالمين ، اللهم اجعله من الهداة المهتدين ..
    اللهم وفق نائبه لما تحب وترضى ولما فيه الخير للإسلام يارب العالمين ، اللهم وفق نائبه الثاني لما تحب وترضى ولما فيه الخير للإسلام والمسلمين إنك على كل شيء قدير .
    اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرٌ لشعوبهم وأوطانهم .

    ..رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ البقرة 201 ، عباد الله ..إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل - 90 وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ النحل – 91 ..
    اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) .

    للاستماع
    http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=...audfiletype=rm
    بنت الشياهين
    بنت الشياهين
    عمدة الحي الدعوي


    عدد المشاركات : 672

    السمعه : 2
    الجنس : انثى
    البلد : السعوديه
    المزاج : خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Maa11
    تاريخ التسجيل : 12/09/2008
    الأوسمه : خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ 3kljpg30

    خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ Empty رد: خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين لهذا الأسبوع2-8-1430 هـ

    مُساهمة من طرف بنت الشياهين الجمعة يوليو 31, 2009 3:19 pm

    ربي يعطيك العافيه ويجعله في ميزان حسناتك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:26 pm